هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا (١)، وفي رواية له: وما صام شهرًا كاملًا منذ قدم المدينة إلا رمضان (٢)، وللترمذي من حديث أبي سلمة، عن أم سلمة محسنًا: ما رأيته يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان (٣)، وصححه في "شمائله"، وقال: رواه غير واحد عن أبي سلمة، عن عائشة (٤)، ويحتمل أن يكون أبو سلمة رواه عنهما، (أخرجه)(٥) أبو داود من حديث أبي سلمة، عن أم سلمة: لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًا إلا شعبان يصله برمضان (٦)، وحمله ابن المبارك على الأكثر، وأنه جائز في كلام العرب.
قال الترمذي: كأنه رأى كلا الحديثين متفقين، يقول: إنما معناه أنه كان يصوم أكثر الشهر، وقوله:(كان يصومه كله) أي: أكثره وقد جاء عنها مفسرًا: كان يصوم شعبان أو عامة شعبان (٧)، وفي لفظ: كان يصومه كله إلا قليلا (٨). وهي أولى من رواية يحيى عن أبي سلمة.
وقال ابن التين: إما أن يكون في أحدهما وهم، أو يكون فعل هذا
(١) مسلم (٧٨٢) كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره. (٢) مسلم (١١٥٦) كتاب: الصيام. (٣) الترمذي (٧٣٦) كتاب: الصيام، باب: ما جاء في وصال شعبان برمضان. (٤) "الشمائل" (٣٠٢) (٥) في (م): (أخرجهما). (٦) أبو داود (٢٣٣٦) كتاب: الصوم، باب: فيمن يصل شعبان برمضان، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (٢٠٢٤). (٧) روى هذا اللفظ النسائي ٤/ ١٥٠، وفي "الكبرى" ٢/ ٨٣ (٢٤٨٧)، والطحاوي في "شرح المعاني" ٢/ ٨٣. (٨) روى هذا اللفظ النسائي ٤/ ١٥٠، وفي "الكبرى" ٢/ ٨٣ (٢٤٨٨)، والطحاوي في "شرح المعاني" ٢/ ٨٣ (٢٤٨٧).