الشام (١)، ونقل ابن التين عن الشيخ أبي إسحاق أنه قال في "زاهيه": من شرب الخمر في رمضان ضرب مائة: عشرون لاستخفافه، وثمانون حدًّا.
قلت: وسنده في ذَلِكَ ما رواه سفيان، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه: أن علي بن أبي طالب أتي بالنجاشي الشاعر وقد شرب الخمر في رمضان فضربه ثمانين، ثم ضربه من الغد عشرين، وقال: ضربناك العشرين لجرأتك على الله وإفطارك في رمضان (٢).
وفي "أمالي أبي إسحاق (٣) الزجاجي": كان يشرب عند أبي السماك فلما دُلَّ علي عليهما هرب أبو السماك وأُخذ النجاشي.
وفي "كتاب أبي الفرج": فطرح عليه يومئذٍ أربعمائة مطرف خز ثم هرب من علي إلى معاوية وهجا أهل الكوفة، ووقع لأبي عبيد البكري في كتابه "فصل المقال شرح الأمثال" فقال: لما ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام ومثله قولهم للمنخرين وهذا يروى عن عمر أنه قال لرجل أتي به سكران فقال: للمنخرين ولداننا صيام.
المحفوظ في هذا أنه لعلي لا عمر، قلت: وما في البخاري هو المعروف، فصح قول أبي عبيد.
والنشوان: السكران وقيل هو: السكر الخفيف، حكاه ابن التين.
(١) رواه عنه عبد الرزاق في "المصنف" ٧/ ٣٨٢ (١٣٥٥٧) و ٩/ ٢٣١ - ٢٣٢ (١٧٠٤٣)، ومن طريقه البيهقي ٨/ ٣٢١، وابن حزم في "المحلى" ٦/ ١٨٣ - ١٨٤ قال: روينا من طريق سفيان الثوري، وساقه. ووصله سعيد بن منصور كما في "التغليق" ٣/ ١٩٦، والبغوي في "الجعديات" (٥٩٥)، والحافظ في "التغليق" ٣/ ١٩٦ بنحوه. (٢) رواه عبد الرزاق ٧/ ٣٨٢ (١٣٥٥٦) و ٩/ ٢٣١ (١٧٠٤٢)، ومن طريقه البيهقي ٨/ ٣٢١، ورواه ابن أبي شيبة ٥/ ٥١٩ (٢٨٦١٥) بنحوه. (٣) هكذا في الأصل، والصواب: ابن إسحاق.