أصابه من العقر في بدنه، فسمعت به إبله فحسبته يحدو بها، فاجتمعت إليه، فقيل لكل من رفع (عقيرته)(١) بالغناء: قد رفع عقيرته (٢). وفي "المحكم": عقيرة الرجل: صوته إذا غنى أو قرأ أو بكى (٣). ومعنى (وعك): حُمّ. قال ابن سيده: رجل وعك ووعك: موعوك، وهذِه الصيغة على توهم فَعِل كألم، أو على النسب كطعم، والوعك: الألم يجده الإنسان من شدة التعب (٤). وفي "الجامع": وعك: إذا أخذته الحمى، وأخذته وعكة يراد ذلك، والواعك الشديد من الحمى، وقد وعكته الحمى تعكهُ إذا دكته، وفي "المجمل": الوعك: الحمى. وقيل: نغث الحمى (٥).
والإذخر والجليل: نبتان بمكة. وقال بعضهم: شجرتان، وأنكر عليه، وإنما هما نبتان. وشامة وطفيل: جبلان بها.
وقال الفاكهاني: بينهما وبين مكة نحو ثلاثين ميلًا.
قال الخطابي: وكنت مرة أحسبهما جبلين حتى أنبئت أنهما عينان (٦)، والجليل - بجيم مفتوحة ثم لام مكسورة ثم مثناة تحت ثم لام، واحدته جليلة (٧). قال أبو نصر: أهل الحجاز يسمون الشام: الجليل، وهو شجر ضعيف.
(١) كذا في الأصل، والسياق يقتضي: صوته. (٢) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٥١٥، (٣) "المحكم" ١/ ١٠٥. (٤) "المحكم" ١/ ٢٠١. (٥) "المجمل" ٤/ ٩٣٠. (٦) "أعلام الحديث" ٢/ ٩٣٨. (٧) ورد بهامش الأصل: كلام الفاكهاني في "المطالع" وكذلك النقل عن الخطابي غير أنه قال: كنت ( … ) وفيه زيادة، وقال جبلان يشرفان على مجنة على بريد من مكة، وقال أبو عمر: وقيل أحدهما بجدة انتهى ويأتي باقي كلام المصنف ( … ).