الفضل لغيره فقط، وإلا فقد دفن فيها المنافقون ودفن معظم الأنبياء بالشام، ولا يقول مسلم إنها أفضل من مكة.
ومنها:"فتحت المدائن بالسيف والمدينة بالقرآن" من وضع ابن زبالة (١)، ثم لو صح فاليمن والبحرين وصنعاء والجند وغيرها لم يفتحوا (بالسيف، فتحن)(٢) بالقرآن، وليس ذلك بموجب فضلها على
مكة.
قلت: تابعه محمد بن موسى الأنصاري وغيره (٣)، كما بينه ابن
(١) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (١١٨٠)، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (١٧٣)، والعقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٥٨، وابن عدي في "الكامل" ٧/ ٣٧٠ - ٣٧١، والخليلي في "الإرشاد" ١/ ١٦٩ - ١٧٠، والبيهقي في "الشعب" ٢/ ١٤٥ - ١٤٦ (١٤٠٧)، وابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ٥٩٦ (١١٦٧) من طريق محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا به. ورواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" ٧/ ١٤٤ (١٣١٦) من نفس الطريق، لكنه عن عروة مرسلًا. قال ابن الجوزي: قال أحمد بن حنبل: هذا منكر لم يُسمع من حديث مالك ولا هشام، إنما هذا قول مالك، لم يروه عن أحد، وقد رأيت هذا الشيخ -يعني: محمد بن الحسن- كان كذابًا. وكذا قال الحافظ في "المطالب": تفرد به محمد بن الحسن وكان ضعيفًا جدًّا، وإنما هذا قول مالك، فجعله محمد بن الحسن مرفوعًا وأبرز له إسنادًا. وقال البيهقي: لم يثبت لضعف رواته، وقال الألباني في "الضعيفة" (١٨٤٧): منكر. وانظر: "الإرشاد" ١/ ١٧٠. (٢) زيادة من (ج). (٣) محمد بن موسى هو ابن مسكين، أبو غزية القاضي المدني الفقيه، من شيوخ الزبير ابن بكار. قال البخاري عنده مناكير، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، ويروي عن الثقات الموضوعات، واتهمه الدارقطني بالوضع. =