الصديق أخرى وسافرت إلى بحيرا أو غيره مرة أخرى، وهذا لشدة اعتنائها بسيد المرسلين صلوات الله وسلامه (عليه)(١).
خامسها: روى ابن إسحاق في "السيرة" من حديث عبد الله بن حسن بن حسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين أن خديجة أدخلته بين ثوبيها لتختبر الملك بذلك لنفسها لا لَهُ - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: إن ورقة أمرها أن تختبر الأمر بذلك (٢).
سادسها: قوله فيما مضى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق: ١]، قَالَ أبو عبيدة المعنى: اقرأ اسم ربك والباء زائدة، قَالَ المفسرون يعني: اذكر اسمه مفتتحًا به قراءتك، وإنما قَالَ:{الَّذِي خَلَقَ}[العلق: ١]؛ لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم، والإنسان ها هنا: ابن آدم، والعلق: جمع علقة وهي دم عبيط جامد، وقيل: إنما سميت علقة لرطوبتها وتعلقها بما تمر به، ولما كان الإنسان في معنى الجماعة ذكر العلق جمعًا، وقوله:{اقْرَأْ}[العلق: ٣]، تكرير للتاكيد ثمَّ استأنف فقال:{وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} وهو الذي لا يوازيه كريم {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤)} يعنى الكتابة، {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)} هو: الخط والصنائع.