ومنه في حديث عبادة بن الصامت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إِذَا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه (٢).
وفي حديث الإفك قالت عائشة: فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتَّى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنزل عليه (٣).
وفي "صحيح مسلم": كان إِذَا نزل عليه الوحي نكس رأسه ونكص أصحابه رءوسهم، فإذا انجلى عنه رفع رأسه (٤).
التاسع: ذكر في هذا الحديث حالين من أحوال الوحي وهما: "مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ"، وتمثيل الملك لَهُ رجلًا، ولم يذكر الرؤيا في النوم مع إعلامه لنا أن رؤياه حق لوجهين:
أحدهما: أن الرؤيا الصالحة قَدْ يشركه فيها غيره بخلاف الأولين.
ثانيهما: لعله علم أن قصد السائل بسؤاله ما خص به ولا يعرف إلا من جهته.
(١) سيأتي برقم (١٥٣٦) كتاب: الحج، باب: غسل الخلوق ثلاث مراتٍ من الثياب، و (١٧٨٩) كتاب: العمرة، باب: يفعل في العمرة ما يفعل في الحج، و (١٨٤٧) كتاب: جزاء الصيد، باب: إذا أحرم جاهلًا وعليه قميص. (٢) رواه مسلم (١٦٩٠) كتاب: الحدود، باب: حد الزنا، وأبو داود (٤٤١٥ - ٤٤١٧)، والترمذي (١٤٣٤)، وابن ماجه (٢٥٥٠)، وأحمد ٥/ ٣١٣. (٣) سيأتي برقم (٤٧٥٠) كتاب: التفسير، باب: قوله: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ}. ورواه مسلم: (٢٧٧٠) كتاب: التوبة، باب: في حديث الإفك وقبول توبة القاذف. (٤) مسلم (٢٣٣٥) كتاب: الفضائل، باب: عرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في البرد وحين يأتيه الوحي.