الشرح: أما حديث أبي حميد فهو قطعة من حديث ابن اللتبية، وقد أسنده فيما سيأتي (١)، وما ذكره في تفسير (جؤار) تبع فيه أبا عبيدة معمر بن المثنى، وعبارة ابن سيده: رفع صوته مع تضرع واستغاثة (٢).
قال ابن الأثير: المشهور بالخاء (٣)، يعني: المعجمة، و (الخوار) غير مهموز و (الجؤار) مهموز وهما سواء. كما قال القزاز: اللفظتان تقالان في البقرة إذا صاحت ومنه {لَهُ خُوَارٌ}[طه: ٨٨]، وكذلك جؤار الثور بالجيم، والعرب تستعيره في الرجل، وأصله في البقر قال تعالى:{فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}[النحل: ٥٣] أي: ترفعون أصواتكم بالدعاء.
وحديث أبي ذر أخرجه مسلم أيضًا، وسيأتي في الأيمان والنذور أيضًا، وحديث بكير أخرجه مسلم من حديث ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث، عنه، وهو: بكير بن عبد الله بن الأشج، عن ذكوان وهو: أبو صالح، عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا لم يؤد المرء حق الله أو الصدقة في إبله" وساق الحديث بنحو حديث سهيل عن أبيه -يعني المذكور عنده-: "ما من صاحب إبل … " إلى آخره. وفي آخره: قال سهيل: فلا أدري أذكر البقر أم لا، وذكر فيه الكنز والخيل (٤).
وذكره البيهقي من هذا الوجه بذكر البقر ثم قال: رواه مسلم وأشار إليه البخاري (٥).
(١) سيأتي برقم (١٥٠٠) كتاب: الزكاة، باب: قول الله تعالى: {وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا}، و (٢٥٩٧) كتاب: الهبة، باب: من لم يقبل الهدية لعلة، و (٦٩٧٩) كتاب: الحيل، باب: احتيال العامل ليهدى له. (٢) "المحكم" ٧/ ٣٣٦. (٣) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٢٣٢. (٤) "صحيح مسلم" (٩٨٧) كتاب: الزكاة، باب: إثم مانع الزكاة. (٥) "السنن الكبرى" ٤/ ٩٨ كتاب: الزكاة.