هذا ليس من مراثي الموتى، وإنما هو إشفاق منه من موته بمكة بعد هجرته منها وكراهة ما حدث عليه، من ذلك يقول القائل للحي: أنا أرثي لك بما يجري عليك. كأنه يتحزن له، قاله الإسماعيلي، وهو كما قَالَ.
وأما حديث ابن أبي أوفى: كان - صلى الله عليه وسلم - ينهي عن المرائي. فأخرجه الحاكم وقال: صحيح غريب (٢).
وقال ابن أبي صفرة: قوله: (يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة).
من قول سعد في بعض الطرق، وأكثرها أنه من قول الزهري وليس من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قَالَ القاضي: ويحتمل أن يكون قوله: (أن مات بمكة). و (يرثي له).
من كلام غيره تفسيرًا لمعنى (البائس) إذ روي في رواية: "لكن سعد ابن خولة البائس قد ماتَ في الأرض التي قد هاجَرَ منها"(٣).
واختلف في قصة سعد ابن خولة فقيل: لم يهاجر من مكة حَتَّى مات فيها. وقيل: بل هاجر. -أي: الثانية-، وشهد بدرًا -أي: وغيرها- ثم انصرف إلى مكة ومات بها. قاله البخاري، فعلى هذا سبب ترثيه
= الدعوات، باب: الدعاء برفع الوباء والوجع، وبرقم (٦٧٣٣) كتاب: الفرائض، باب: ميراث البنات. (١) "صحيح مسلم" (١٦٢٨) كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، وأبو داود (٢٨٦٤) والترمذي (٢١١٦) والنسائي ٦/ ٢٤١، وابن ماجه (٢٧٠٨). (٢) "المستدرك" ١/ ٣٨٣ كتاب: الجنائز. ورواه أيضًا ابن ماجه (١٥٩٢). وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٤٧٢٤). (٣) "إكمال المعلم" ٥/ ٣٦٧.