بقراءة بعضهم:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}(١) أو تكون عَلَى مذهب هؤلاء {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} بخروج المتقين من جملة من يدخلها؛ ليعلم فضل النعمة بما شاهد فيه أهل العذاب، وبه قال الحسن وابن مسعود (٢) وقتادة: أن ورودها ليس دخولها -وقواه الزجاج (٣) - وابن عباس (٤) ومالك فيما حكاه ابن حبيب (٥).
وغيرهما قالوا: إنه الدخول، فتكون عَلَى المؤمنين بردًا وسلامًا كما كانت عَلَى إبراهيم.
وقال ابن بطال: العرب إِذَا أرادت تقليل مكث الشيء وتقصير مدته شبهوه بتحليل القسم، فيقولون: ما يقيم فلان عند فلان إلا تحلة القسم، ومعناه: لا تمسه إلا قليلا، وتوهم ابن قتيبة أنه ليس بقسم وقد جاء في ذَلِكَ حديث مرفوع، فذكره (٦)، وقال أبو عمر: ظاهر قوله فتمسه النار أن
(١) هي قراءة ابن عباس وعكرمة، ذكرها عنهما ابن خالوبه في كتابه "مختصر في شواذ القرآن" ص ٨٩. (٢) رواه الطبري (٢٣٨٥٢ - ٢٣٨٥٣). (٣) حكاه عنه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٢٥٦. (٤) الطبري (٢٣٨٥٤). (٥) انظر: "المنتقى" ٢/ ٢٨. (٦) "شرح ابن بطال" ٣/ ٢٤٧. وهو من كلام الخطابي نقله عنه ابن بطال. والحديث المرفوع المشار إليه رواه زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعًا: "من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعًا لا يأخذه سلطان، لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله تبارك وتعالى يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} ". رواه أحمد ٣/ ٤٣٧ - ٤٣٨ - واللفظ له- والطبراني ٢٠ (٤٠٢) من طريق ابن لهيعة. ورواه أحمد ٣/ ٤٣٧ - ٤٣٨، وأبو يعلى ٣/ ١٦٣ (١٤٩٠)، والطبراني ٢٠/ ١٨٥ (٤٠٣)، وابن عدي في "الكامل" ٤/ ٧٤ - ٧٥ من طريق رشدين بن سعد. كلاهما عن زبان، به. =