وفي الإسناد المذكور ثلاثة تابعيون يروي بعضهم عن بعض: سليمان، وهو الأعمش أولهم.
وعبد الله هو ابن مسعود، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه بلفظ:"لا يجعلن أحدكم للشيطان"(٢). بنون التأكيد، ومعنى: يرى أن حقًّا عليه أو واجبًا أو مسنونًا فاضلًا.
أما حكم الباب: فالسنة أن ينصرف المصلي إمامًا وغيره في جهة حاجته -أي جهة كانت- وإلا فيمينه؛ لأنها أولى، وكان - صلى الله عليه وسلم - تارة يفعل هذا وتارة يفعل هذا، فأخبر كل واحد بما اعتقد أنه الأكثر فيما يفعله، فدل عَلَى جوازهما، ولا كراهة في واحد منهما، والكراهة
(١) "سنن ابن ماجه" (٩٣١) كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: الانصراف من الصلاة. (٢) "صحيح مسلم" (٧٠٧) كتاب: صلاة المسافرين، باب: جواز الانصراف من الصلاة عن اليمين والشمال، و"سنن أبي داود" (١٠٤٢) كتاب: الصلاة، باب: كيف الانصراف من الصلاة، "سنن النسائي" ٣/ ٨١ كتاب: السهو، باب: الانصراف من الصلاة، "سنن ابن ماجه" (٩٣٠) كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: الانصراف من الصلاة.