واختلفوا في الأنين والتأوه. قال ابن المبارك: إذا كان غالبًا فلا بأس به. وعند أبي حنيفة: إذا ارتفع تأوهه أو بكاؤه، فإن كان من ذكر الجنة والنار لم يقطعها، وإن كان من وجع أو مصيبة قطعها (٢).
وعن الشافعي وأبي ثور: لا بأس به إلا أن يكون كلامًا مفهومًا (٣).
وعن الشعبي والنخعي: يعيد صلاته.
وقال أشهب عن مالك: قرأ عمر بت عبد العزيز في الصلاة فلما بلغ: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤)} [الليل: ١٤] خنقته العبرة فسَّلم، ثم قرأ فنابه ذلك، ثم قرأ فنابه ذلك فتركها وقرأ: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (١)} (٤)[الطارق: ١].
= ورواه ابن عدي في "الكامل" ٣/ ٣٦٧، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٥٢٢ (٩١٧) من طريق أبي يوسف، عن حمزة الزيات، عن حمران بت أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٤٤٦ وزاد نسبته لأبي عبيد في "فضائله"، وابن أبي الدنيا في "نعت الخائفين"، وابن أبي داود في "الشريعة". قال البيهقي: مرسل، وكذا قال الحافظ ابن رجب في "التخويف من النار" ص ٢٨ وزاد: وقيل: إنه روي عن حمران، عن ابن عمر ولا يصح. قلت: وأورده الهندي في "كنز العمال" ٧/ ٢٠٦ (١٨٦٤٤) وعزاه لابن النجار. (١) انظر: "تاريخ ابن معين برواية الدوري" ٣/ ٣٣٧ (١٦٢٨)، وانظر في ترجمة حمران وعبد الملك ابني أعين، "تهذيب الكمال" ٧/ ٣٠٦ (١٤٩٧)، و ١٨/ ٢٨٢ (٣٥١٤). (٢) انظر: "بدائع الصنائع" ١/ ٢٣٥، "الهداية" ١/ ٦٦. (٣) انظر: "الأوسط" ٣/ ٢٥٧. (٤) انظر: "النوادر والزيادات" ١/ ٢٣٠.