واختلف في شهوده العقبة، وهو الذي أسر يوم بدر سهيل بن عمرو، وقوله (فقال بعضهم: ذلك منافق). ذكر أبو عمر أن قائله عتبان بن مالك (١)، لكن قد نص الشارع على إيمانه باطنًا، وبراءته من النفاق بهذا الحديث، وروي قتادة عن أنس قال: ذكر مالك بن الدخشم عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"لا تسبوا أصحابي"(٢).
قال ابن عبد البر: ولا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه (٣).
الخامس عشر:
قوله: ("قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله") وفي آخره .. "فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله".
فيه: رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق فقط من غير اعتقاد.
فإن قلت: كيف يجمع بين قوله: "حرم على النار"، وبين تعذيب الموحدين.
فالجواب أنه قد ذكر في هذا الحديث عن الزهري أنه قال: نزلت بعد ذلك فرائض وأمور يرى أن الأمر انتهى إليها، كما أخرجه
(١) "الاستيعاب" ٣/ ٤٠٦. (٢) روه البزار كما في "كشف الأستار" (٢٧٧٩). وذكره الهيثمي ١٠/ ٢١، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. والحديث رواه البخاري (٣٦٧٣)، ومسلم (٢٥٤١) بلفظ: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه". دون ذكر قصة مالك بن الدخشم. (٣) "الاستيعاب" ٣/ ٤٠٦ (٢٢٩٢).