قوله في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: ("قال رجل لم يعمل خيرًا قط") وقال بعده: "فقال ربه علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به"، وروي أنه لم يعمل حسنة إلا التوحيد (١)، وفي "مسند الجوهري": أن هذا ذكر عن بني إسرائيل.
فصل:
وقوله:"لم يبتئر" قد سلف أنه بالراء وبالزاي، وأن قتادة فسره بقوله: لم يدخر، وكذا هو في اللغة.
قال الجوهري: البئيرة على فعيلة الذخيرة وقد بأرت الشيء وأبأرته: ادخرته (٢) والزاي ليست معروفة في اللغة كما قال ابن التين قال: وروي يبتئن بالنون ويأتبر ليس لهما أيضًا أصل في اللغة.
وقوله في حديث أبي سعيد:"فاسحكوني". هو من السحك، وأورده ابن التين بلفظ:"فاسهكوني"، وقال: هو من السهك، كما أبدلت القاف من الكاف في الكافور والقافور.
قال أبو سليمان: وروي: "فاسحكوني"(٣)، ومعناه: أبردوني (بالمسحك)(٤)"وهوالمبرد (٥)، وفي "الصحاح": سحكت الشيء سحقته (٦).
(١) رواه أحمد ١/ ٣٩٨، من حديث ابن مسعود موقوفًا عليه، وأورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ١٩٤ وقال: إسناده حسن، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٣٠٤٨). (٢) "الصحاح" ٢/ ٥٨٣ مادة: (بأر). (٣) كذا بالأصل، وفي "الأعلام": (اسحلوني). (٤) كذا بالأصل، وفي "الأعلام": (بالمسحل). (٥) "أعلام الحديث" ٤/ ٢٣٤٨. (٦) "الصحاح" ٥/ ١٧٢٧.