وقوله: ("وأحرقني (ذكاؤها)(١) ") هو بفتح الذال المعجمة أي: لهبها وشدة وهجها، كذا ضبطه النووي قال: والأشهر في اللغة ذكاها مقصور، وذكر جماعة المد أيضًا (٢).
وقال ابن التين: كذا رويناه بضم الذال والمد. قال ابن ولاد: ذكاء النار التهابها يكتب بالألف؛ لأنه من الواو يقال: ذكت النار تذكو، والذكاء من الفهم ممدود، وكذلك في السنن ممدود أيضًا (٣). قال: وذكاء بالضم والمد اسم للشمس (٤). وقال الداودي: قشبني: غير جلدي وحوله عن حاله.
وقوله: ("هل عسيت") بفتح السين وكسرها، ونافع قرأ بالفتح، ويقال: عسينا وعسيتم (للرجال)(٥) ولا يقال: يفعل ولا فاعل.
فصل:
قوله ("انفهقت له الجنة"). أي: انفتحت واتسعت، وفهق الغدير: امتلأ، ومنه: الفهق في القول، وهو: كثرة الكلام.
وقوله: ("من الحبرة") كذا في الأصول، وفي بعض النسخ "الخير"، واقتصر ابن التين على قوله "من الخير"، وقال: أي: السرور والنعمة.
قال الهروي: إنما سمي بذلك؛ لأنه يبين في وجه صاحبه وهي بفتح الحاء أي: وسكون الباء، وهي في مسلم أيضًا وأخرى "الخير" بفتح الخاء المعجمة ثم مثناة تحت.
(١) من (ص ١) وفي الأصل: ذكاها. (٢) "شرح صحيح مسلم" ٣/ ٢٣. (٣) "المقصود والممدود" ص ٤٢ - ٤٣. (٤) السابق ص ٤٤. (٥) من (ص ١).