قول ابن أبي مليكة:(كاد الخيران أن يهلكا .. ) الحديث، هو مرسل، وإنما ذكر ابن الزبير لفظة منه فلم يتصل من الحديث غيرها فنزلت:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}[الحجرات: ٢].
قوله:(قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: فكان عمر بعدُ -ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني: أبا بكر- إذا حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه).
فيه: أن الجد للأم يسمى أبًا؛ لأن أبا بكر كان جد ابن الزبير لأمه، وقد قال تعالى:{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[النساء: ٢٢] والجد للأم داخل في ذلك.
وقوله:(كأخي السرار). قال الخطابي: سمعت أبا عمرو يذكر عن أبي العباس: كالسرار، وأخي صلة، قال: وقد يكون بمعنى صاحب السرار (١).
وقيل: كالمناجي سِرًّا.
وروي عن أبي بكر مثل فعل عمر - رضي الله عنهما - لم يكن بعد ذلك من كلامه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يستفهمه (٢).
(١) "أعلام الحديث" ٤/ ٢٣٤٠. (٢) روى البزار في "مسنده" ١/ ٢٠٠ (٥٦) من طريق حصين بن عمر، عن مخارق، عن طارق، عن أبي بكر قال: لما نزلت هذِه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} قلتُ: يا رسول الله والله لا أكلمك إلا كأخي السرار. وقال البزار: وحصين بن عمر قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها، وإنما ذكرنا هذا الحديث على لين حصين؛ لأنه لا يروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد متصل إلا من هذا الوجه. اهـ وانظر: "تفسير ابن كثير" ١٣/ ١٣٩.