وحديث أنس - رضي الله عنه - قال: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ- رضي الله عنه - قال: نُهِينَا عَنِ التَّكَلُّفِ.
وحديثه أيضًا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَنْ يَبْرَحَ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ ".
وحديث ابن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهْوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيب، فَمَرَّ بنَفرٍ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا تَسْألُوهُ لَا يُسْمِعْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ. فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا القَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ. فَقَامَ سَاعَةً يَنْظُرُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحَي إِلَيْهِ، فَتَأَخَّرْتُ عَنْهُ حَتَّي صَعِدَ الوَحْيُ، ثُمَّ قَالَ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[الإسراء: ٨٥].
الشرح:
قد أسلف البخاري سبب نزول الآية من حديث أنس- رضي الله عنه -، وروي من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا (١)، وقيل إنما نهي عن هذا؛ لأنه سبحانه أحب الستر علي عباده رحمة منه لهم، وأحب أن لا يقترحوا المسائل، وقال سعيد بن جبير: نزلت في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة، ألا تري أنها بعدها (٢). قال ابن عون: سألت نافعًا عن هذِه الآية،