فيه من الفوائد: الرغبة لمن ترك صلاة الجماعة من غير عذر، وفيه جواز العقوبة بالمال كالعتق بالمثلة.
فصل:
المرماة في الحديث المذكورة بكسر الميم وفتحها حديدة كالسنان كانت الجاهلية يكومون كومًا من تراب ويبعدون عنه ويرمون تلك الحديدة فأيهم أثبتها فيه فهو غالب، قاله ابن وضاح، وقال مالك: المرماتين: السهمانين (١)، وقال أبو عبيد:(ما بين)(٢) ظلفي الشاة، وقال: وهذا حرف لا أعرفه ولا أدري تفسيره (٣).
فصل:
معنى الحديث: أن المنافقين كانوا يتخلفون عن الجماعة معه - عليه السلام - فهم بتحريق بيوتهم عقوبة لهم ثم أخبر - عليه السلام - بحقارة ما يتبادرون إليه من العظم اوالمرمالتين وعدم ما يتخلفون عنه في شهود الصلاة في مسجد معه (٤)، وأتاهم - عليه السلام - يحرق بيوتهم ولم يفعل؛ لأنه - عليه السلام - لم يتقدم إليه في ذلك.
(١) كذا بالأصل ولم أقف على تفسير للإمام مالك لهذِه اللفظة، وفي "التمهيد" ١٨/ ٣٣٩: وأما المرماتان، فقيل: هما السهمان، وقيل: هما حديدتان من حدائد كانوا يلعبون بها، وهي ملس كالأسنة كانوا يثبتونها في الأكوام والأغراض. ويقال - فيما زعم بعضهم: المذاجي .. إلخ ولم ينسب ابن عبد البر منها قولاً لمالك. (٢) في الأصل (هما من) والمثبت من "غريب الحديث". (٣) "غريب الحديث" ١/ ٤٧٤. (٤) كذا العبارة بالأصل سيئة الصياغة.