وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال أبو بكر - رضي الله عنه -: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت في الرؤيا، (قال:"لا تقسم") (١). يريد البخاري بذلك: ما رواه في كتاب: التعبير مسندًا (٢).
وذكره ابن أبي عاصم بإسناد جيد إلى عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: كان أبو هريرة - رضي الله عنه - يحدث أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله رأيت كأن ظلة .. الحديث من مسند أبي هريرة (٣).
والذي أخطأ فيه أبو بكر: هو تقدمته (٤) بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أصاب في عبارته، واستحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول له: أخطأت في تقدمتك بين يدي.
ثم ساق فيه أحاديث:
أحدها: حديث البَرَاءِ: أَمَرَنَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِإِبْرَارِ المُقْسِمِ.
ثانيها: حديث أُسَامَةَ بن زيد أَنَّ ابنةً لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ -وَمَعَه أُسَامَةُ بْنُ زيدٍ وَسَعْدٌ وَأُبَي- أَنَّ ابني قَدِ احْتُضِرَ فَاشْهَدْنَا. فَأَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلَامَ وَيَقُولُ:"إنَّ لله مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى"، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ، فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ .. الحديث.
ثالثها: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَا يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ثَلَاَثة مِنَ الوَلَدِ تَمَسُّهُ النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ".
(١) من (ص ٢). (٢) سيأتي برقم (٧٠٤٦)، باب: من لم ير الرؤيا لأوَّل عابر إذا لم يصب. (٣) "السنة" ٢/ ٧٦٧ (١١٧٧). (٤) ورد بهامش الأصل: هذا قول من أقوال، والصحيح خلافه، فإنه لم يعبر إلا بإذنه - عليه السلام -.