("واغدوا وروحوا") هو مثل ضربه للعمل أي: يعمل ثم (يجمر)(١) نفسه فيعمل طرفي النهار ويستريح وسطه لئلا يمل، والدلجة بضم الدال وفتحها مثل: برهة من الدهر وبرهة، وأراد بذلك زيادة صلاة الليل.
وقوله: ("والقصدَ القصدَ") هو منصوب على الإغراء أي: الزموا القصد.
و ("اكلفوا") بفتح اللام. وقال ابن التين: قرأناهما بالضم، وهو بالفتح في كتب أهل اللغة. ويقال: كلف بهذا الأمر بالكسر كلفًا وهو الإبلاغ بالشيء.
وقوله:(ديمة) أي: دائمًا مثل الديمة من المطر، وأصل الديمة: المطر الدائم مع سكون، فشبهت عائشة - رضي الله عنها - عمله في دوامه مع الاقتصاد وترك الغلو بديمة المطر.
وقال ابن فارس: هو الذي يقيم أيامًا (٢)، وقال الجوهري: الديمة: المطر الذي ليس فيه رعد ولا برق، أقله ثلث النهار أو ثلث الليل، وأكثره ما بلغ من العدد (٣).
وقوله: ("ممثلتين في قبل هذا الجدار") قال الداودي: يريد قدامه. وقال الجوهري: يقال: انزل بقبل هذا الجدار أي: بسفحه (٤) وهو أسفله حيث يتفسح فيه الماء.
فصل:
قال المهلَّب: إنما حضَّ الشارع أمته على القصد والمداومة على