وحديثه أيضًا: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ فَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا".
الشرح:
(المعاريض): كذا هو في الأصول، وكذا أورده ابن بطال (١)، وأما ابن التين فأورده بلفظ: المعارض، ثم قال: كذا التبويب، والصواب: المعاريض، كما في رواية أبي ذر. وهي من التعريض الذي هو خلاف التصريح، وهو التورية بالشيء عن الشيء.
ومعنى: مندوحة: متسع، يقال: منه: انتدح فلان بكذا ينتدح به انتداحًا؛ إذا اتسع به.
وقال ابن الأنباري: يقال: ندحت الشيء: وسعته.
قال الطبري: ويقال: انتدحت الغنم في مرابضها إذا (تبغددت)(٢) واتسعت من البطنة. وانتدح بطن فلان واندحى: يعني: استرخى (واتسع)(٣).
قُلْتُ: فالحاصل أن هذِه اللفظة ترجع إلى الفسحة والسعة أي: فيما يستغني به الرجل عند الاضطرار إلى الكذب. وهذِه الترجمة ذكرها الطبري بإسناد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب (٤).
(١) "شرح ابن بطال" ٩/ ٣٥٦. (٢) كذا بالأصل، وفي "تهذيب الآثار" مسند علي ص ١٥٤: (تبددت). (٣) ساقطة من الأصل. وانظر: "تهذيب الآثار"، مسند علي بن أبي طالب ص ١٥٤. (٤) "تهذيب الآثار" مسند علي بن أبي طالب ص ١٤٤ - ١٤٥.