قيل: وسؤالهم عن روح بني آدم؛ لأن في التوراة أنه لا يعلمه إلا الله، فقالوا: إن فسرها فليس بنبي؛ فلذلك لم يجبهم.
وقال القاضي عياض وغيره: اختلف المفسرون في الروح المسئول عنها. فقيل: سألوه عن عيسى فقال لهم: الروح من أمر الله، أي: لا كما تقوله النصارى، وكان ابن عباس يكتم تفسيره (١).
وعنه وعن علي: هو ملك من الملائكة يقوم صفًا وتقوم الملائكة صفًا قَالَ تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا}(٢)[النبأ: ٣٨] وقيل: جبريل (٣)، وقيل: القرآن (٤)؛ لقوله تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى: ٥٢]
وقال أبو صالح: هو خلق كخلق بني آدم ليسوا ببني آدم لهم أيد وأرجل (٥). وقيل: طائفة من الخلق لا ينزل ملك إلى الأرض إلا نزل معه أحدهم (٦). وقيل: ملك له أحد عشر ألف جناح، وألف وجه، يسبح الله إلى يوم القيامة (٧).
(١) "إكمال المعلم" ٨/ ٣٢٧، وأثر ابن عباس رواه الطبري ١٢/ ٤١٦ (٣٦١٤٥) عن قتادة قال: هذا مما كان يكتمه ابن عباس. (٢) روى أثر ابن عباس الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٤١٥ (٣٦١٣٤). (٣) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٤١٥ (٣٦١٣٥ - ٣٦١٣٧) عن الضحاك والشعبي. (٤) روى ذلك الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٤١٦ (٣٦١٤٧) عن ابن زيد. (٥) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٤١٦ (٣٦١٤٣)، وذكره البغوي في "تفسيره" ٨/ ٣١٧. (٦) ذكره البغوي في "تفسيره" ٨/ ٣١٧. (٧) رواه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٤١٥ (٣٦١٣٣) بلفظ مقارب عن ابن مسعود وقال ابن كثير في "تفسيره" ٤/ ٤٦٦: وهذا قول غريب جدًّا.