وروى ابن المبارك عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإرفاه، قلت لابن بريدة: ما الإرفاه، قال: الترجيل كل يوم (١).
وروى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي أمامة، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أمامة قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا عنده الدنيا، فقال:"إن البذاذة (٢) من الإيمان"(٣) والمراد بهذا الحديث -والله أعلم- بعض الأوقات، ولم يأمر بلزوم البذاذة في جميع الأحوال لتتفق الأحاديث.
وقد أمر الله تعالى بأخذ الزينة عند كل مسجد، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - باتخاذ الطيب وحسن الهيئة واللباس في (الجمع)(٤) والأعياد وما شاكل ذلك من المحافل.
(١) رواه النسائي ٨/ ١٨٥، وفي "الكبرى" ٥/ ٤١١ (٩٣١٩) عن ابن علية، عن الجريري عن ابن بريدة أن رجلاً .. فذكره. (٢) ورد بهامش الأصل ما نصه: البذاذة جاء تفسيرها في الحديث بالتقحل وقال ابن الأثير. رثاثة الهيئة إلى أن قال أراد التواضع في اللباس وترك التبجح به. (٣) رواه أبو داود (٤١٦١)، والبيهقي في "الشعب" ٥/ ٢٢٧. (٤) من (ص ٢).