وقال ابن السكيت: هو أن يفوت من الرأس مواضع فلا يكون فيها شعر.
قال ثابت: لم يبق من شعره إلا قزع، الواحدة: قزعة، ومثله: ما في السماء قزعة.
وقال ابن فارس: هو أن يحلق رأس الصبي، ويترك الشعر في مواضع منه متفرقا، وهو الذي جاء النهي عنه (١).
قال العلماء: والحكمة في النهي عنه أنه تشويه للخلق، وقد روى أبو داود في حديث المعنى الذي من أجله نهى عنه (٢).
فقال: حدثنا الحلواني: ثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن حسان، قال: دخلنا على أنس بن مالك، فقال: حدثتني (أختي)(٣) المغيرة قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت يومئذ غلام ولك قرنان، فمسح رأسك وبرك عليك وقال:"احلقوا هذين أو قصوهما، فإن هذا زي اليهود".
وقيل: إنه زي أهل الشر والدعارة، وحقيقته حلق بعض الرأس مطلقًا، وقيل: إنه حلق بعض مواضع متفرقة منه، وهو قول الغزالي في "الإحياء"(٤).
فائدة:
القُصَّة -بضم القاف وفتح الصاد المشددة- وقال ابن التين: هي بفتح القاف، في بعض النسخ: وصوابها الضم. وهي شعر الناصية.
(١) "مجمل اللغة" ٢/ ٧٥٢ مادة: (قزع). (٢) سبق تخريجه. (٣) كذا بالأصل وفي الهامش: بيان: أمي. وفي "سنن أبي داود" (٤١٩٧): (أختي). (٤) "الإحياء" ١/ ١٤٠.