وتفاءل المأمون (بنصر)(١) بن بسام فكان ذلك سبب مكانته عنده.
وقال بعضهم: خرجت في بغاء ناقة لي ضلت، فسمعت قائلا يقول:
ولئن نعت لنا النعا … ة فما النعاة بواجدينا
فلم أتطير منه ومضيت، فلقيني رجل قبيح الصورة به ما شئت من عاهة، فما ثناني ذلك وتقدمت، فلاحت لي أكمة فسمعت منها: والشر يلقى مطالع الأكم. فلم أكترث له، فلما علوتها وجدت ناقتي تفاجت للولادة فنتجتها وعدت إلى أهلي مع ولدها.
وقال بشير غلام حرب الراوندي للمنصور يوم قتل أبي مسلم: يا أمير المؤمنين، رأيت اليوم ثلاثة أشياء تطيرت لأبي مسلم منها. قال: وما ذاك؟ قال: ركب فوقعت قلنسوته عن رأسه، وكبا به فرسه، وسمعته يقول: إني مقتول وإنما أخادع نفسي، فإذا رجل ينادي في الصحراء: لآخر اليوم آخر الأجل بيني وبينك. فقال المنصور: الله أكبر، ذهب أجله وانقطع من الدنيا أثره. فكان كذلك.
ألا أيها العادي على دين طائر … ليكذبه حزما وليس له حزم
وما لغراب البين بالبين خبرة … ولا لغراب البين بالملتقى علم (٢)
وخرج النابغة الذبياني -واسمه زياد- مع زبان بن سيار الفزاري للغزو، فلما أراد الرحيل نظر إلى جرادة سقطت عليه فقال:
جرادة تجردت وذات … لونين غيري من حرج
فلم يلتفت زبان إلى طيرته وسار فرجع غانما، فقال زبان:
تخير طيرة فيها زياد … لتخبره وما فيها خبير
(١) كذا في (ص ٢)، وتُقرأ في الأصل: (بمنصور) وفي "ربيع الأبرار": بنصر. (٢) ذكره الزمخشري في "ربيع الأبرار" باب الفأل والزجر والطيرة ..