وصدر هذا الحديث إلى قوله: ما خامر العقل، سلف في أواخر تفسير سورة المائدة (١)، ويحيى هذا هو ابن سعيد القطان الحافظ. وأبو حيان التيمي هو يحيى بن سعيد بن حيان.
الحديث الثاني:
حديث الشعبي عَنِ ابن عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: الخَمْرُ يُصْنَعُ مِنْ خَمْسَةٍ: مِنَ الزَّبِيب إلى آخر ما تقدم تعداده، والمراد بقوله:(قلت: يا أبا عمرو). هو أَبو حيان التيمي، وأبو عمرو هو الشعبي، وفي "الأشربة" لأحمد من حديث أبي بردة عنه: ما خمرته فعتقته فهو خمر، وإنما كانت لنا الخمر خمر العنب (٢).
وله أيضًا بإسناد جيد عن ابن سيرين أن رجلاً قال لابن عمر: آخذ التمر فأجعله في التنور؟ فقال: لا أدري ما تقول يتخذ أهل أرض كذا وكذا خمرًا، ويتخذ أهل أرض كذا وكذا خمرًا يسمونها كذا وكذا، حتى عدَّ خمسة أشربة. قال محمد: لا أحفظ منها إلا العسل والشعير واللبن. قال أيوب: فكنت أهاب أن أُحدِّث باللبن حتى حدثني رجل أنه يصنع منه بأرمينية شراب لا يلبث صاحبه (٣).
ومن حديث ابن عمر أيضًا: الخمر من خمسة. فعدَّها كما سلف (٤)، وفي رواية: والمزر من الذرة، والجعة من الشعير (٥).
(١) سلف برقم (٤٦١٩) باب: قوله: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}. (٢) "الأشربة" ص ٦٩ (١٥٧). (٣) كتاب الأشربة ص ٧٣ (١٧٣). (٤) المصدر السابق ص ٤٨ (١٧٣). (٥) المصدر السابق ص ٦٥ - ٦٦ (١٤٣، ١٤٥).