وأما قصة ابن خطل وقوله - عليه السلام -: "اقتلوه"(٢). فأجيب عنها (بأوجه)(٣):
أحدها: أنه ارتد وقتل مسلمًا وكان يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثانيها: أنه لم يدخل في الأمان، فإنه استثناه وأمر بقتله وإن وجد متعلقًا بأستار الكعبة.
ثالثها: أنه كان ممن التزم الشرط وقاتل.
وأجاب بعضهم: بأنه إنما قتل في تلك الساعة التي أبيحت له، وهو غريب، فإن الساعة للدخول حتَّى استولى عليها وأذعن أهلها، وقتل ابن خطل كان بعد ذَلِكَ، وبعد قوله:"من دخل المسجد فهو آمن"(٤) وقد دخل لكنه استئني مع جماعة غيره.
الحادي بعد العشرين:
قوله:"فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -" فيه دلالة عَلَى أن مكة -شرفها الله تعالى- فُتحت عَنْوة، وهو قول الأكثرين (٥).
(١) انظر: "المحلى" ٧/ ٢٦٢ بتصرف. (٢) سيأتي برقم (١٨٤٦) كتاب: جزاء الصيد، باب: دخول الحرم ومكة. (٣) في (ج): بأجوبة. (٤) رواه أبو داود (٣٠٢٢). ورواه الطبراني ٨/ ١٢ (٧٢٦٤). والبيهقي ٩/ ١١٩. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٦٧ (١٠٢٣٤)، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" (٢٦٧١). (٥) قال ابن القيم -رحمه الله- في "زاد المعاد" ٣/ ٤٢٩ - ٤٣٢. وفيها [أي: في قصة فتح مكة] البيانُ الصريح بأن مكة فُتحت عَنْوَة كما ذهب إليه جمهور أهل العلم، ولا يُعرف في ذلك خلاف إلا عن الشافعي وأحمد في أحد =