وللترمذي وقال: حسن. من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أيتها البركة"(١).
ولمسلم من حديث كعب بن مالك أنه - عليه السلام - كان يأكل بثلاث أصابع، فإذا فرغ لعقها (٢)، ولأبي داود:"لا يمسح يده حَتَّى يلعقها"(٣). وعن أنس: أنه - عليه السلام - كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث وقال:"إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى، ولا يدعها للشيطان". وأمر أن نسلت القصعة وقال:"إنكم لا تدرون في أي طعامه البركة"(٤).
ولابن أبي عاصم من حديث ابن عمر: أنه كان يلعق أصابعه إذا أكل، ويقول: قال - عليه السلام -: "إنه لا يدري في أي طعامه البركة"(٥) ولابن أبي حاتم من حديث ابن لهيعة، عن أبي عمرة الأنصاري أنه - عليه السلام - قال:"إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه" وذكر أن أبا زرعة قال: إنما هو ابن أبي عمرة (٦).
وأما ذكر المص الذي بوب له، فهو في معناه، وإن لم يره في الحديث. قال العلماء: استحباب لعق اليد، محافظة على بركة الطعام، وتنظيفًا لها، ودفعًا للكبر.
(١) "سنن الترمذي" (١٨٠١). (٢) مسلم (٢٠٣٢) كتاب: الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع والقصعة .. (٣) "سنن أبي داود" (٣٨٤٨). (٤) رواه مسلم (٢٠٣٤) كتاب: الأشربة، باب: استحباب لعق الأصابع .. (٥) كذا عزاه لابن أبي عاصم وكتابه "الأطعمة" ليس بين يدي ورواه أحمد عن ابن عمر به ٢/ ٧ والبزار كما في "كشف الأستار" (٢٨٨٥) وقال الهيثمي في "المجمع" ٥/ ٢٧: رجالهما رجال الصحيح. (٦) "علل الحديث" لابن أبي حاتم ٢/ ١٢.