ولابن بطال: كانت عائشة تجعل ذَلِكَ سبع غدوات على الريق إذا وصفته كدواء (١). وللدارمي في كتاب "الأطعمة": عن يحيى الحماني: ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"في عجوة العالية شفاء أو ترياق أول البكر على الريق"(٢).
وعن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد وأبي هريرة رفعاه:"العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم"(٣). وعن مُشْمَعِل بن إياس، حَدَّثَني عمرو بن سليم، حَدَّثَني رافع بن عمرو المزني مرفوعًا:"العجوة والصخرة من الجنة"(٤).
قال الخطابي: كونها عُوذة من السحر والسم، إنما هو من طريق التبرك بدعوة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبقت فيها، لا لأن من طبع التمر أن يصنع شيئًا من ذَلِكَ (٥)، والعجوة من أجود تمر المدينة، ويسمونه: لينة. قال في "الصحاح"(٦).
(١) "شرح ابن بطال" ٩/ ٤٤٩. (٢) كذا عزاه المصنف للدارمي في كتاب "الأطعمة" ولم يتثنى لي العثور عليه والحديث عند مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن شريك به (٢٠٤٨) كتاب: الأشربة، باب: فضل تمر المدينة وليس فيه "على الريق" وهو في "المسند" بهذا اللفظ ٦/ ١٥٢. (٣) حديث أبي سعيد رواه ابن ماجه (٣٤٥٣)، وأحمد ٣/ ٤٨ والنسائي في "الكبرى" ٤/ ١٦٥ وحديث أبي هريرة رواه الترمذي (٢٠٦٨) وقال: حديث حسن، وابن ماجه (٣٤٥٥) وأحمد ٢/ ٣٠١ وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (٤١٢٦). (٤) رواه ابن ماجه (٣٤٥٦)، وأحمد ٥/ ٣١ والحاكم ٣/ ٥٨٨ وغيرهم وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٨٥٢) وانظر "الإرواء" (٢٦٩٦). (٥) "أعلام الحديث" ٣/ ٢٠٥٤. (٦) "الصحاح" ٦/ ٢٤١٩ وفيه أن نخلة العجوة هي التي تسمي لينة وليس العجوة.