ثانيها: حديث جدامة بنت وهب مرفوعًا: "إنه الوأد الصغير الخفي". أخرجه مسلم (١)، أسلمت جدامة قبل الفتح أو عامه.
ثالثها: حديث أنس بن مالك مرفوعًا: "لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة، لأخرج الله -عَزَّ وَجَلَّ- أو ليخلقن الله- نفسًا هو خالقها". رواه أحمد (٢).
رابعها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزل، وقيل: إن اليهود تزعم أنها الموءودة الصغرى فقال: "كذبت يهود، لو أراد الله خلقًا لم تستطع عزلها". رواه النسائي (٣).
خامسها: عن القاسم بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: كان - عليه السلام - يكره عشرة خلال، فذكرها وفيه:"وعزل الماء لغير محله". أخرجه النسائي (٤). قال البخاري: عبد الرحمن هذا لم يصح حديثه (٥). وأدخله البخاري في الضعفاء وقال علي: في إسناده من لا يعرف، ولا نعرفه في أصحاب ابن مسعود (٦)، وقال أبو حاتم: فقال: ليس بحديث عبد الرحمن بأس يحول من كتابه "الضعفاء"(٧).
(١) مسلم (١٤٤٢/ ١٤١) وفيه: ذلك الوأد الخفي. (٢) أحمد ٣/ ١٤٠ وفيه: "لأخرج الله منها -أو يخرج منها- ولدًا، وليخلقن الله نفسًا هو خالقها". (٣) "السنن الكبرى" (٩٠٨٣). (٤) "المجتبى" ٨/ ١٤١. (٥) "التاريخ الكبير" ٥/ ٢٧٠. (٦) "العلل" لابن المديني ص ٢٥١ - ٢٥٢. (٧) "الجرح والتعديل" ٥/ ٢٢٢ - ٢٢٣ ونص عبارته: سألت أبي عنه فقال: ليس بحديثه بأس وإنما روى حديثًا واحدًا ما يمكن أن يعتبر به ولم أسمع أحدًا ينكره ويطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب "الضعفاء"، وقال أبي: يحول منه اهـ.