قال الدمياطي: والصحيح في رواية صفية عن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو الحسن: انفرد البخاري بالإخراج عن صفية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي من الأحاديث التي تعد فيما أخرج من المراسيل. وقد اختلف في رؤيتها النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).
وذكر الحافظ البرقاني أن الحديث اختلف فيه على الثوري؛ فقال أبو أحمد الزبيري، ومؤمل بن إسماعيل، ويحيى بن يمان: عن الثوري، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة - رضي الله عنها -. وقال ابن مهدي ووكيع والفريابي، وروح بن عبادة: عن الثوري، عن منصور، عن أمه أنه - عليه السلام -، ليس فيه عائشة.
قال البرقاني: وهذا القول أصح؛ لأن البخاري أخرجه عن الفريابي كذلك ولم يخرج خلافه.
قال البرقاني: وصفية هذِه ليست بصحابية، فحديثها مرسل.
قال الحميدي: وفي كتاب النسائي نصرة لمن لم يقل عائشة (٢). وأغفله أبو مسعود فلم يذكره، وهو لازم له وإن كان مرسلًا؛ لأنه أخرج المراسيل ونبه عليها في غير موضع من كتابه.
= قال المزي في "تحفته" (١٥٩٠٨): لو صح هذا الحديث لكان صريحا في سماعها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن في إسناده أبان بن صالح، وهو ضعيف، والله أعلم. اهـ وأخرج لها أيضًا أبو داود (١٨٧٨)، وابن ماجه (٢٩٤٧) حديثًا، وفيه: اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح طاف على بعير يستلم الركن بمحجن .. الحديث. قال المزي في "تحفته" (١٥٩٠٩): هذا الحديث ضعف قول من أنكر أن تكون لها رؤية، فإن إسناده حسن. والله أعلم. اهـ. (١) انظر ترجمتها في: "طبقات ابن سعد" ٨/ ٤٦٩، "الاستيعاب" ٤/ ٤٢٧، "تهذيب الكمال" ٣٥/ ٢١١. (٢) فقد ذكر النسائي في "الكبرى" (٦٦٠٧) أنه مرسل.