أنها ليس بقرآن من أوائل السور من قوله:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} ولم يذكرها (١).
فائدة:
الباء في {بسم ربك} زائدة كما قاله أبو عبيدة (٢). {الَّذِي خَلَقَ}؛ لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم، والإنسان هنا آدم وذريته؛ لشوفه؛ ولأن التنزيل إليه.
(ص)(وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {نَادِيَهُ}: عَشِيرَتَهُ) أخرجه ابن جرير عن الحارث حدثني الحسن، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه (٣)، وقيل: أهل مجلسه وقيل: حيَّه (٤)، قال ابن عباس: وكان - عليه السلام - يمر به أبو جهل يتوعد فأغلظ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتهره فقال: يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما وإني لأكثر هذا الوادي ناديًا، فأنزل الله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)} قال: "فلو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته"(٥).
وفي حديث أبي هريرة قال أبو جهل: لئن مررت بمحمد يصلي لأطأنَّ برقبته، فلما رآه يصلي أراد أن يفعل ذلك قال: فما فجئ أصحابه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بثوبه، فقيل له، فقال: إن
(١) انظر "شرح ابن بطال" ١/ ٣٧ - ٣٨. (٢) "مجاز القرآن" ٢/ ٣٠٤. (٣) ذكره السيوطي في "الدر" ٦/ ٦٢٧ وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولم أجده عند الطبري. (٤) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٣١٣ (٣٦٦١) عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧)} قال: قومه، حيه. (٥) أخرجه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٦٤٨ (٣٧٦٨٥).