(ص)(وقال ابن عباس: {كَالْمُهْلِ}: أسود كمهل الزيت). رواه جويبر، عن الضحاك، وقيل: هو دُرْدِيُه (١)، وقيل: السم. وقال الأصمعي: هو بفتح الميم (٢): الصديد وما يسيل من الميت. وعن غيره: هو كعكر الزيت، وبالضم: الرماد ونحوه، وقيل: هو خبث الجواهر. حكاه ابن سيده (٣)، وقيل: الذي انتهى حرُّه. حكاه عبد، عن ابن جبير (٤).
(ص)(وقال غيره) يعني: غير ابن عباس ({تُبَّع}: ملوك اليمن كل واحد منهم تبعًا؛ لأنه يتبع صاحبه، والظل يسمى تبعًا؛ لأنه يتبع الشمس)(٥). قلت: وتبع هنا هو تبع الحميري، وكان سار بالجيوش حتى تحير (٦) الحيرة وبنى سمرقند (٧). وقال سعيد: وهو الذي كسا البيت (٨). وفي الحديث:"ما أدري [تبع](٩) نِبيًّا كان أو غير نبيٍّ."(١٠).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٢١٨ - ٢١٩ (٢٣٠٤٢) عن مجاهد، وقال أهل اللغة: دُرْدِي الزيت وغيره: ما يبقى في أسفله. "مختار الصحاح" - صلى الله عليه وسلم - ٨٥ مادة (درد). (٢) ذكر قوله أبو عبيد في "غريب الحديث" ٢/ ٨. (٣) "المحكم" ٤/ ٢٣٦. (٤) رواه الطبري ٨/ ٢١٩ (٣٣٠٤٦). (٥) هو قول أبي عبيدة بلفظه، وزاد: وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام، وهم ملوك العرب الأعاظم. "مجاز القران" ٢/ ٢٠٩. (٦) كذا بالأصل وفي مصدر التخريج كما سيأتي: حتى عبر. (٧) حكى ذلك الماوردي والثعلبي عن قتادة كما في "تفسير القرطبي" ١٦/ ١٤٦. (٨) رواه ابن المنذر، وابن عساكر كما في "الدر المنثور" ٧/ ٤١٨ ط. دار الفكر. (٩) ما بين المعقوفتين ليس في الأصل، ومثبت من مصدر التخريج؛ ليستقيم به السياق. (١٠) رواه الحاكم ١/ ٣٦ من حديث أبي هريرة، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة، ولم يخرجاه. اهـ.