ثم ساق حديث زيد بن ثابت السالف في الجهاد. وزاد فقال: والله يا رسول الله. بزيادة القسم.
وحديث البراء: وقد سلف فيه أيضًا. وحديث مقسم أن ابن عباس أخبره: لا يستوي القاعدون من المؤمنين عن بدر، والخارجون إلى بدر، وقد سلف في غزوة بدر أيضًا.
وقوله:(أملى عليه) وقوله: (يملُّها عليَّ) بمعنًى، قيل: يُملَّ ويملِي واحد، قال تعالى:{وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}[البقرة: ٢٨٢] ومعنى: (سُرِّي عنه) ارتفع عنه ما كان يجده، هو مشدد الراء (١).
وقوله:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} قرئ برفع (غير)، ونصبه ويجوز بالخفض بمعنى النَّصْب وهي قراءة نافع وابن عامر والكسائي. الاستثناء وموضع الحال أي: لا يستوي القاعدون أصحاء، والحديث دال على هذِه القراءة، ومن رفع -وهي قراءة الباقين- فعلى صفة القاعدين، أي: لا يستوي القاعدون الأصحاء والقاعدون (٢)، ومن خفض فعلى الصفة للمؤمنين، أي: من المؤمنين الأصحاء، وهي قراءة شاذة (٣).
(١) في هامش الأصل: رواه الشيوخ بالتشديد والتخفيف وهو صحيح. (٢) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٣/ ١٧٨ - ١٧٩. (٣) قرأ بها أبو حيوة والأعمش، انظر "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٤٧.