وأخرجه الطبري معلقًا عن حنظلة بن أبي سفيان قال: سمعت سالمًا يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث (١). وسلف هناك.
وعند الطبري أيضا من حديث نافع عنه: كان يدعو على أربعة نفر فنزلت (٢).
ولمقاتل: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عُصَيَّة وذكوان أربعين يومًا فنزلت، وقد سلف الكلام على ذلك واضحًا في غزوة أحد.
قال الداودي: وفي الحديث تقديم وتأخير أتى فيه ببعض حديثين؛ لأن بئر معونة كان بعد بدر، وقيل: أصل النزول أنه استأذن في أن يدعوَ باستئصالهم، فنزلت؛ لأنه تعالى علم أن منهم من سيسلم.
فائدة:
الوطأة في الحديث: الأخذة والبأس. وقيل: معناه. خذهم أخذًا شديدًا. وقال الداودي: الوطأة: الأرض، فإنه أراد جدوبة الأرض، فلم تنبت لهم شيئًا.
وقوله: ("كسِنِيِّ يوسف") هذا هو الأفصح، وروي "كسنين" بنونين (٣) وهي قليلة، يريد سبعًا شدادًا ذات خمط وغلاء.
(١) ورد في هامش الأصل: ذكر الترمذي في "جامعه" حديث "الصحيح" وسمى المبهم فيه فقال: أبا سفيان والحارث بن هشام وصفوان بن أمية. وزاد: فتاب عليهم فأسلموا. وقال: حسن غريب صحيح. وفي رواية: أربعة نفر. ولم يسمهم، وقال: فهداهم الله للإسلام. ["الترمذي" (٣٠٠٤، ٣٠٠٥) وقال في الرواية الأولى: حسن غريب. ولم يقل: صحيح، وقال في الرواية الثانية: حسن غريب صحيح]. (٢) روى الطبري هذا الأحاديث في "تفسيره" ٣/ ٤٣٣. (٣) "مسند أحمد" ٢/ ٥٢١.