حديث يَعْلَى - رضي الله عنه -: غَزَوْتُ مَعَ رَسِولِ الله - صلى الله عليه وسلم - العُسْرَةَ. فذكر حديث العض، وقد سلف في الإجارة (١).
الشرح:
تبوك: المشهور فيها ترك الصرف؛ للتأنيث والعلمية، وجاء في موضع من البخاري:(حتى بلغ تبوكًا)(٢) تغليبًا للموضع.
وسميت تبوك؛ بالعين التي أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس ألا يمسوا من مائها شيئًا، فسبق إليها رجلان، وهي تبض بشيء من ماء، فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها، فسبهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لهما -فيما ذكر القتبي-: "مازلتما تبوكانها منذ اليوم". قاله القتبي. فبذلك سميت العين تبوك. والبوك كالنقش والحفر في الشيء. يقال منه: باك الحمار الأتان يبوكها إذا (نزا)(٣) عليها. قلت: قد سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ففي "صحيح مسلم": "إنكم ستأتون عين تبوك غدًا إن شاء الله، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي"(٤). ولابن إسحاق: فقال: "من سبق إليها" قالوا: يارسول الله فلان وفلان وفلان (٥).
(١) سلف برقم (٢٢٦٥). (٢) قال النووي في "شرح مسلم" ١٧/ ٨٩: هكذا هو في أكثر النسخ تبوكا بالنصب -[قلت: يعني عند مسلم في حديث (٢٧٦٩)]- وكذا هو في نسخ البخاري وكأنه صرفها لإرادة الموضع دون البقعة اهـ وكذا أشار الحافظ في "الفتح" ٨/ ١١٨ أنها في رواية: (تبوكًا)، دون تعيين أو عزو. (٣) في الأصل: (نزل)، ولعله تصحيف، والمثبت من "الصحاح" ٤/ ١٥٧٦. (٤) مسلم (٧٠٦/ ١٠) بعد حديث (٢٢٨١). (٥) انظر: "سيرة ابن هشام" ٤/ ١٨٢.