جعله وصفًا للإبل -أي: رعاة الإبل السود- قالوا: وهي شرها، ومن ضم جعله صفة للرعاة، ومعناه: الرعاة السود.
وقَالَ الخطابي: معناه: الرعاة المجهولون الذين لا يُعرفون. جمع: بهيم، ومنه أبُهم الأمر، وقيل: الذين لا شيء لهم، ومنه:"يحشر الناس حفاة عراة بُهمًا"(١) أي: لا شيء معهم، ومعناه: أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة يبسط لهم في الدنيا حتى يتباهوا في البنيان وإطالته (٢).
وقولي: إن باء البُهم بالضم بلا خلاف هو كذلك، وصرح به النووي في "شرحه"(٣)، وقال القاضي عياض: إنه الصواب (٤). ورواه الأصيلي بالفتح أيضًا، ولا وجه له.
الخامسة بعد العشرين:"البُهم": صغار الضأن والمعز، هذا قول الجمهور، وقال الزبيدي في "مختصر العين": البُهمة اسم لولد الضأن والمعز والبقر، وجمعه: بهم وبهام، وأما البهيمة فهي ذوات الأربع من دواب البر والبحر (٥).
(١) رواه أحمد ٣/ ٤٩٥، والبخاري في "الأدب المفرد" (٩٧٠)، و"التاريخ الكبير" ٧/ ١٦٩ - ١٧٠ (٧٦١)، "زوائد"، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٤/ ٧٩ (٢٠٣٤)، والطبراني في "مسند الشاميين" ١/ ١٠٤ (١٥٦)، والحاكم في "مستدركه" ٢/ ٤٣٧ - ٤٣٨، والخطيب في "الرحلة" (٣١)، و"الجامع لأخلاق الراوي" ٢/ ٢٢٥ (١٦٨٦). والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١٣١) (٦٠٠)، وحسن إسناده ابن حجر في "الفتح" ١/ ١٧٤، والألباني في تعليقه على "الأدب المفرد" (٩٧٠). (٢) "أعلام الحديث" ١/ ١٨٣ بمعناه. (٣) انظر "مسلم بشرح النووي" ١/ ١٦٤. (٤) "الإكمال" ١/ ٢١١ بمعناه. (٥) انظر هذا الكلام في: "العين" ٤/ ٦٢.