وهو كذلك في رواية أخرى زيادة:"ليس بفرار، يفتح الله له خيبر"(١)، قال علي: فوضع رأسي في حجره ثم بسق في إلية راحته ثم دلك بها عيني ثم قال: "اللهم لا يشتكي حرا ولا بردًا" قال علي: فما اشتكيت عيني ولا حرًّا ولا قرًّا حتى الساعة.
وفي لفظ: ودعا له ست دعوات، "اللهم أعنه و (استعن)(٢) به، وارحمه وارحم به وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"(٣)، وفي لفظ: قال: علام أقاتلهم؟ قال:"على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإذا فعلوا فقد حقنوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"(٤) قال ابن عباس: فكانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في المواطن كلها مع علي - رضي الله عنه -.
وفي حديث جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال:"من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها، علي بن أبي طالب"(٥).
(١) رواها ابن ماجه (١١٧) وأحمد ١/ ٩٩ وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (٩٥). (٢) كذا في الأصل، وفي "معجم الطبراني الكبير": (أعزَّ به). (٣) رواه الطبراني في "الكبير" ١٢/ ١٢٢ (١٢٦٥٣). (٤) رواه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٣٨ وقال: قد اتفق الشيخان على إخراج حديث الراية، يعني: ولم يخرجاه بهذِه السياقة. وقال الهيثمي في "المجمع" ٦/ ١٥٢: رواه الطبراني في "الصغير" وفيه الخليل بن مرة، قال أبو زرعة: شيخ صالح، وضعفه جماعة. (٥) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٢/ ٧٤. ونظام الملك في "أماليه" تحقيق أبي إسحاق الحويني ١/ ٤٦ (١٦) وخيثمة في "حديث خيثمة" ١٠/ ١٩٩.