له كنية ثانية وهي: أبو تراب، كناه بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رآه في المسجد نائما، ووجد رداءه قد سقط على ظهره، وخلص إليه التراب، كما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - في أبواب المساجد (١)، وروى عمار - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال له ذلك في غزوة العشيرة، رواه ابن إسحاق في "السيرة"(٢)، ورواه البخاري في "تاريخه"(٣) بالانقطاع، وأما الحاكم فصححه (٤).
قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما سماه بذلك أنه كان إذا عتب على فاطمة في شيء أخذ ترابا فيضعه على رأسه، فكان - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى التراب عرف أنه عاتب على فاطمة فيقول:"مالك يا أبا تراب؟ ". والله أعلم أيّ ذلك كان (٥).
وروى أبو محمد المنذري في "معجمه" من حديث حفص بن منيع (٦) ثنا سماك عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما آخى بين الناس "لم أؤاخ بينك وبين أحد؟ " قال: نعم، قال:"أنت أخي، وأنا أخوك".
(١) سلف برقم (٤٤١) كتاب الصلاة، باب نوم الرجال في المسجد (٢) كما في "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٢٣٦، من طريق يزيد بن محمد المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خُثَيْم، عنه، به. (٣) "التاريخ الكبير" ١/ ٧١، وقال: لا يعرف سماع يزيد من محمد، ولا محمد بن كعب من ابن خثيم، ولا ابن خُثيم من عمار. (٤) "المستدرك" ٣/ ١٤١. (٥) "سيرة ابن هشام" ٢/ ٢٣٧. (٦) في هامش الأصل: حفص هذا ضعفه أبو حاتم وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: لا يحتج به.