وقوله:(النسي: الشيء الحقير)، وقيل: هو ما طال مكثه فنسي، وقال مجاهد وعكرمة: حيضة ملقاة (١)، وحكي عن العرب أنهم إذا أرادوا الرحيل عن منزل قالوا: احفظوا أنساءكم إلا نسيًا، جمع نسي، وهو الشيء الحقير، وقيل: هو ما سقط في منازل المرتحلين من رذال أمتعتهم.
وما ذكره عن أبي وائل، قال أبو إسحاق:{إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} فيسقط تعوذي بالله منك، وقيل:(إن) بمعنى (ما) أي ما كنت تقيًّا، وقيل: كان رجلاً مشهورًا بالفساد فاستعاذت بالرحمن منه.
وقول البراء أنه بالسريانية. أنكر قوم أن يكون في القرآن من السريانية أو غيرها إلا أن يريد أنه وافق لغة العرب. وقيل: السري: النهر، وهو عند العرب النهر الصغير، وحكى الدوادي عن الحسن أنه كان يقول: والله سريًّا يعني: عيسى، ثم رجع إلى أنه النهر.
وقوله:({فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}) قال ابن عباس: هو جبريل ولم يتكلم عيسى حتى أتت قومها (٢)، وعنه فيما حكاه ابن أبي شيبة: ما تكلم عيسى إلا بالآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان (٣).
(١) أوردهما السيوطي في "الدر" ٤/ ٤٨١، وعزا قول عكرمة لابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وقول مجاهد لعبد بن حميد، وابن المنذر. (٢) رواه الطبري ٨/ ٣٢٧ (٢٣٦٢٥)، وعزاه السيوطي في "الدر" ٤/ ٤٨٢ لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. (٣) "مصنف ابن أبي شيبة" ٦/ ٣٤٢ (٣١٨٦٣).