وقوله:"من كل شيطان وهامة" وقال الداودي يعني: شياطين الإنس والجن. قال: والهامة: كل ذي نفس. وقال الخطابي: الهامة من الهوام ذوات السموم (١). وقال ابن فارس: الهوام حشرات الأرض (٢). وقال الهروي: الهوام: الحيات، وكل ذي سم يقتل، فأما ما لا يقتل وسم فهي السوام مثل: العقرب والزنبور، ومنها القيام مثل القنافذ والخنافس والفأر واليرابيع، قال: وقد تقع الهامة على ما يدب من الحيوان، ومنه قوله لكعب بن عجرة "أيؤذيك هوام رأسك؟ "(٣). أراد: القمل، سماها (هوامًا)(٤)؛ لأنها تهم في الرأس وتدب، وقيل الهامة: كل نسمة تهم بسوء. و (العين اللامة) قال أبو عبيد: أصلها من ألممت إلمامًا بالشيء نزلت به، ولم يقل: ملمة؛ كأنه أراد أنها ذات لمم (٥). وقال ابن الأنباري: اللامة: الملمة، وهي الآتية في الوقت بعد الوقت. وإنما قال:"لامة" وقياسها: ملمة؛ ليوافق لفظ هامة فيكون ذلك أخف على اللسان، وقال الخطابي: اللامة: ذات اللمم، وهي كل داء وآفة تلم بالإنسان من جنون وخبل ونحوه (٦).
والعين اللامة ذات لمم بإصابتها وضرها، وقال الداودي: هي كل عين تصيب الإنسان إذا حلت به. وقاله ابن فارس أيضًا (٧).
(١) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥٤٤. (٢) "مجمل اللغة" ٣/ ٨٩٢ مادة [همم]. (٣) سيأتي برقم (٤١٩٠) كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية، ورواه مسلم (١٢٠١) كتاب: الحج، باب: جواز حلق الرأس للمحرم .. (٤) فوقها في الأصل: كذا وتجاهها في الهامش: العبادة: هوام. قلت: وهو الصحيح لأنها غير مصروفة، على وزن فواعل. (٥) "غريب الحديث" ١/ ٤٣٦. (٦) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥٤٤. (٧) "مجمل اللغة" ٣/ ٧٩٠ مادة [لمم].