من قد يفد، إذا رفع صوته، فإن رويته بالتخفيف فهو جمع الفدان، وهو آلة الحرث السّكّة وأعواده. قال: وإنما ذم ذلك وكرهه؛ لأنه يشغل عن أمر الدين ويلهي عن الآخرة فيكون معها قساوة القلب (١).
فصل:
السكينة: السكون والطمأنينة والوقار والتواضع بخلاف ما ذكره في الفدادين، قال ابن خالويه: وهو مصدر سكن سكينة، وليس في المصادر له شبيه. إلا قولهم: عليه ضريبة.
قلت: قال أبو علي الفارسي في "الحجة" وذكر قوله: شبيه هذا كثير جدًّا مثل النكير والنذير وغدير الحي، ولا اعتداد بالهاء.
فصل:
قوله: ("الإِيمَانُ يَمَانٍ") أثنى على أهل اليمن؛ لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه. وقد قبلوا البشرى حين لم يقبلها بنو تميم، وجعله يمانيًّا؛ لظهوره من اليمن، ولذلك قيل الركن اليماني، يراد: الركن الذي يلي اليمن، مثل قوله:
وسهيل إذا استقل يماني (٢).
وفي رواية أخرى:"أتاكم أهل اليمن ألين قلوبًا وأرق أفئدة"(٣) يريد بلين القلوب: سرعة خلوص الإيمان في قلوبهم. ويقال: الفؤاد غشاء
(١) "أعلام الحديث" ٣/ ١٥٢١ - ١٥٢٢. (٢) عجز بيت صدره: هي شامية إذا استقلت. انظره في "الأغاني" ١/ ١٣٢، ٢٣٣، "خزانة الأدب" للحموي ٢/ ٢٤٩، "صبح الأعشى" ١/ ٤١٢. (٣) سيأتي برقم (٤٣٩٠) كتاب المغازي، باب: قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ورواه (٥٢) كتاب الإيمان.