وفيه: كما قاله المهلب: الحض على الوفاء بالذمة، وما عوقدوا عليه من قبض الأيدي عن أنفسهم وأموالهم غير الجزية. وقد ذم الشارع من إذا عاهد غدر (١)، وجعل ذلك من أخلاق النفاق.
وفيه: حسن النظر في عواقب الأمور والإصلاح لمعاني المال وأصول الاكتساب.
فائدة:
روى ابن عبد الحكم في كتابه "فتوح مصر" أحاديث الوصاة بقبط مصر:
منها: حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه - عليه السلام - أوصى عند وفاته:"الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانًا في سبيل الله".
ومنها: حديث رجل من الربذة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"استوصوا بالأدم الجعد" ثلاثًا، فسئل فقال:"قبط مصر فإنهم أخوال وأصهار".
ومنها حديث أبي هانئ الخولاني عن الحبلي وعمرو بن حبيب وغيرهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنكم ستقدمون على قوم جعد رءوسهم فاستوصوا بهم خيرًا".
وفي أفراد مسلم من حديث أبي ذر مرفوعًا:"إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحما"(٢).
(١) سلف برقم (٣٤) من حديث عبد الله بن عمرو. (٢) مسلم (٢٥٤٣) كتاب: فضائل الصحابة باب: وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بأهل مصر.