فقال: زهير بن أبي سلمى أمير الشعراء، فقيل له: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امرؤ القيس حامل لواء الشعراء وقائدهم إلى النار"(١) فقال: إن الراية لا تكون إلا مع الأمير.
فائدة:
اللواء ما عقد في طرف الرمح ويكون معه، وبذلك سمي لواء، والراية ثوب يجعل في طرف الرمح ويخلى كهيئته تصفقه الريح، قاله ابن العربي (٢).
(فائدة)(٣) أخرى:
في حديث سلمة أن الرمد عذر والفضل له أن يخرج. وفي حديث آخر: فبات الناس يتشوفون إليها وغدوا كذلك، فقال:"أين علي؟ " فقالوا: رمد. فيحتمل كما قَالَ الداودي أن يقول: هذا علي حين قدم، ثم يدعوه بعد ذلك. فظاهر الحديث:(فأعطاه الراية) أن ذَلِكَ كان بإثر قولهم (هذا علي).
فائدة ثالثة: في حديث على الخبر عن بعض أعلام النبوة، وذلك خبره عن الغيب الذي لا يكون مثله إلا بوحي من الله، وهو قوله:"يفتح الله على يديه".
(١) الحديث رواه أحمد ٢/ ٢٢٨ - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" ١/ ١٣٠ (٢٠٠) - من طريق أبي الجهم الواسطي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. اهـ. وللحديث طرق أخرى. انظر "السلسلة الضعيفة" (٢٩٣٠). (٢) "عارضة الأحوذي" ٧/ ١٧٧. (٣) من (ص ١).