ثانيها:(تنقزان) بالزاي أي: تثبان. والنواقز: القوائم، يقال: نقز ينقز، وينقز نقزانًا ونقزا (إذا)(١) وثب. وقال الداودي: يسرعان المشي كالهرولة. وقال غيره: معناه: الوثوب. ونحوه في حديث ابن مسعود: أنه كان يصلي الظهر والجنادب تنقز من الرمضاء (٢)، أي تثب. يقال: نقز وقفز: (وثب)(٣) وكذا قحز. وقال صاحب "المطالع": كأنه من سرعة السير. وقَالَ أبو سليمان: أحسبه تزفران. والزفر: حمل القرب الثقال، والجمع: أزفار. واحتج بالحديث الآتي بعد: فإنها كانت تزفر العرب يوم أحد. ويقال للقربة نفسها: الزفر. وكذلك قيل للإماء: الزوافر، وذلك لأنهن يزفرْنَ القرب (٤). وقيل: الزفر: البحر النزع الفياض، فعلى هذا كانت تملأ لهم القرب حَتَّى تحيض (٥).
قَالَ صاحب "المطالع": وضبط الشيوخ (القرب) بنصب الباء، ووجهه بعيد (على)(٦) الضبط المتقدم، وأما مع (تنقلان) فصحيح، وكان بعض شيوخنا يقرؤه بضم الباء يجعله مبتدأ، كأنه قَالَ: والقرب على متونهما. وقد يأول النصب على عدم الخافض كأنه قَالَ: ينقزان بالقرب. وقد وجدته في بعض الأصول بضم (التاء)(٧)، ويستقيم على هذا نصب القرب. أي: يحركان القرب لشدة عدوهما بها، فكانت القرب ترتفع وتنخفض مثل الوثب على ظهورهما.
(١) من (ص ١). (٢) رواه ابن الجعد في "مسنده" ص ٣٤٢ (٢٣٥٠). (٣) من (ص ١). (٤) "أعلام الحديث" ٢/ ١٣٨٥. (٥) أي: تسيل وتفيض، وزنا ومعنى. انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٧٠٦. (٦) في (ص ١): عن. (٧) في (ص ١): (الباء).