١٦ - قلِيلٌ عَلَى ظَهْرِ المَطِيَّة ظِلُّهُ … سوَى مَا نَفَى عَنْهُ الرِّدَاءُ المُحَبَّرُ
١٧ - وَأعْجَبَهَا من عَيْشهَا ظِلُّ غرْفةٍ … وَرَيَّانُ مُلْتَفُّ الحَدَائِقِ أَخْضَرُ
١٨ - وَوَالٍ كَفَاهَا كُل شَيْء يهُمُّهَا … فَلَيْسَتْ لِشَيْء آخِرَ الليل تَسْهَرُ
١٩ - وَليلةَ ذِي دَورَانَ جَشَّمَتْنِي السُّرَى … وَقَدْ يَجْشَمُ الهَوْلَ المحُبُّ المغُرَّر
٢٠ - فَبِتُّ رَقِيبًا للرِّفَاقِ عَلَى شَفَا … أُحَاذِرُ منْهُمْ مَنْ يَطُوفُ وَأنْظُرُ
٢١ - إلَيهمْ مَتى يَسْتَمْكِنُ النومُ مِنْهُمُ … وَلِي مَجْلِسٌ لَوْلَا اللُّبَانَةُ أَوْعَرُ
٢٢ - وَبَاتَت قَلُوصِي بِالعَرَاءِ وَرَحْلُهَا … لطَارِقِ ليْل أَوْ لمن جَاءَ مُعْورُ
٢٣ - وبتٌ أُنَاجِي النَّفْسَ أيْنَ خِبَاؤُهَا؟ … وَكَيفَ لِما آتِي من الأَمْرِ مَصْدَرُ
٢٤ - فَدَلَّ عَلَيهَا القَلْبُ رَيا عَرَفْتُهَا … لَهَا وَهَوَى النَّفْسِ الذي كادَ يَظْهَرُ
٢٥ - فَلَمَّا فَقَدْتُ الصَّوْتَ منْهُمْ وأُطْفِئَتْ … مَصَابِيحُ شُبَّتْ بالعِشَاء وَأَنْؤُرُ
٢٦ - وَغَابَ قُمَيْرٌ كُنْتُ أَهْوَى غُيُوبَهُ … وَرَوَّحَ رُعْيَانٌ وَنُوَّم سُمَّرُ
٢٧ - وَخُفِّضَ عَنّيِ الصَّوْتُ أَقْبَلْتُ مشْيَةَ ال … حُبَاب وَشَخصِي خَشْيَةَ الحيِّ أَزْوَرُ
٢٨ - فَحَيَّيْتُ إذْ فَاجَأْتُهَا فَتَوَلَّهَتْ … وَكَادَتْ بمَخْفُوضِ التحِيَّة تَجْهَرُ
٢٩ - وقَالتْ وعَضَّتْ بالبَنَانِ فَضَحْتَني … وَأَنْتَ امرُؤٌ مَيْسُورُ أَمْرِكَ أَعْسَرُ
٣٠ - أَرَيْتَكَ إذ هُنَّا عَلَيْكَ أَلَمْ تخَفْ … رَقيبًا وَحَوْلي من عَدُوَّكَ حُضَّرُ
٣١ - فَوَ اللَّه مَا أَدْرِي أَتَعْجيلُ حَاجَةٍ … سَرَتْ بِكَ أمْ قَدْ نَامَ مَنْ كُنْتَ تَحْذَرُ
٣٢ - فقلْتُ لَهَا بَلْ قَادَنِي الشَّوْقُ والهَوَى … إِلَيْكِ وَمَا نَفْسٌ مِنَ الناسِ تَشْعُرُ
٣٣ - فَقَالتْ وَقَدْ لانَتْ وَأَفْرَخَ وَوْعُهَا … كَلاكَ بحِفْظِ ربُّكَ المتُكَبِّرُ
٣٤ - فَأَنْتَ أَبَا الخطَّاب غَيرَ مُنَازعٍ … عَلَيَّ أميرٌ ما مَكثْتَ مُؤَمَّرُ (١)
٣٥ - فَبِتُّ قَرِيرَ العَيْنِ أُعْطِيتُ حَاجَتِي … أقبلُ فَاهَا في الخَلاءِ فَأكثِرُ
٣٦ - فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ تَقَاصَرَ طُولُهُ … وَمَا كَانَ لَيْلِي قَبْلَ ذَلكَ يَقْصُرُ
٣٧ - وَيَا لَكَ مِنْ مَلْهَى هُنَاكَ وَمَجْلِسٌ … لَنَا لَمْ يُكَدِّرْهُ عَلَينَا مُكدِّرُ
٣٨ - يَمُجُّ زَكِيَّ الْمِسْكِ مِنْهَا مُقَبَّلٌ … نَقِيُّ الثَّنايَا ذُو غُرُوبٍ مؤشر
(١) روايته في الديوان هكذا:
................. غير مدافع … ......................