مشرك، وهو من قصيدة أولها هو قوله (١):
يَا غُرَابَ البَينِ أَسَمَعْتَ فَقُلْ … إنَّما تَنْطقُ شيئًا قَدْ فُعِلْ
إلخ، ويروى:
إنَّ لِلخَيرِ وَلِلشَّرِّ مَدًى … لِكِلَا ذَيْنِكَ وَقْتٌ وأَجَلْ
كُلُّ بُؤْسٍ ونَعِيمٍ زَائِلٌ … وبَنَاتُ الدَّهْرِ يَلْعَبْنَ بكُلْ
والعَطِيَّاتُ خِسَاسٌ بَينَهُمْ … وسَواءٌ قَبْرٌ مُثْرٍ ومُقِلْ
وهو من الرمل، وأصله في الدائرة: "فاعلاتن" ست مرات، وفيه الخبن والحذف.
قوله: "مدى" أي: غاية، قوله: "وقبل" بفتح القاف والباء الموحدة؛ أي: جهة.
الإعراب:
قوله: "إن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "مدى": اسمه، و" للخير" مقدمًا خبره، و"للشر": عطف عليه، قوله: "وكلا ذلك": كلام إضافي مبتدأ، قوله: "وجه": خبره، و"قبل": عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وكلا ذلك" فإن كلا فيه أضيف إلى ذلك، وهو لأن كان مفردًا في اللفظ ولكنه يرجع إلى شيئين في المعنى؛ لأن المذكور هو الخير والشر، فكأن المعنى: وكلا ما ذكر من الخير والشر، كما في قوله تعالى: ﴿عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ [البقرة: ٦٨] أي: بين ما ذكر من الفارض والبكر.
وإنما قدر هكذا؛ لأن كلتا وكلا مما يلازم الإضافة إلى معرف مثنى لفظًا ومعنًى نحو: كلا الرجلين، وكلتا المرأتين، أو معنى دون لفظ؛ كما في قولك: كلانا فعلنا، ومنه البيت المذكور (٢).
الشاهد السادس والخمسون بعد الستمائة (٣) , (٤)
كِلا أَخِي وَخَلِيلي وَاجِدِي عَضُدًا … في النَّائِبَاتِ وَإلْمَامِ المُلِمَّاتِ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.
(١) ينظر شرح شواهد المغني (٥٤٩).
(٢) ينظر شرح التصريح (٢/ ٤٣)، وابن يعيش (٣/ ٢، ٣)، والمغني (١/ ٢٠٣)، والمقرب (١/ ٢١١)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٠).
(٣) ابن الناظم (١٥٤)، أوضح المسالك (٢/ ٢٠٤)، شرح ابن عقيل (٣/ ٦٣)، صبيح.
(٤) البيت من بحر البسيط، لقائل مجهول، وهو في المروءة وإعانة الصاحب، وانظره في الأشموني (٢/ ٢٦٠)، =