على أنَّه فاعل لقوله:"شديدًا" وهو صفة مشبهة تعمل عمل فعلها، ويجوز أن يكون رأيت بمعنى علمت؛ فحينئذ يكون له مفعولان: الأول: هو قوله: الوليد، والثاني: هو قوله: مباركًا.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"الوليد بن اليزيد" حيث أدخل الشاعر فيهما (١) الألف والسلام بتقدير التنكير فيهما، وهي في الحقيقة زائدة (٢).
قوله:"أئن شمت" من شمت البرق أشيمُه شَيمًا إذا نظرته أين يصوب، قوله:"بريقًا" أي لمعانًا، ووجدته بخطِّ [بعض](٥) الفضلاء على صورة التصغير، قوله:"تألّقا" بتشديد اللام يقال تألق البرق إذا لمع.
قوله:"بليل أمارمد" أراد بليل الأرمد، والميم أبدلت من اللام، وهو لغة أهل اليمن، كما في قوله ﷺ:"ليس من امبر في امصيام في امسفر"(٦). وفي بعض الروايات:"تكابد ليل أمأرمد" من المكابدة، وهي من المعاناة (٧) والمقاساة، قوله:"أولقًا" الأولق: الجنون، والبيت من القلوب، والمعنى: أئن لاح لك من هذه الجهة أدنى بريق بت بليلة رجل أرمد اعتاده الجنون.
(١) في (أ): فيه. (٢) أن الزائدة نوعان: لازمة كالتي في الأسماء الموصولة، وغير لازمة وهي ضربان: زائدة في نادر من الكلام، وزائدة للضرورة، وأل الداخلة على الوليد في البيت للمح الصفة، والتي في اليزيد ضرورة، وقيل: أن في الوليد واليزيد للتعريف وأنهما نكرا ثم أدخلت عليها أل كما ينكر العلم عند الإضافة. ينظر الجنى الداني (١٩٧، ١٩٨)، والمغني (٥١، ٥٢)، وشرح شواهده (١٦٤) والخزانة (١/ ٣٢٧). (٣) توضيح المقاصد (١/ ١٠٨). (٤) البيت من بحر الطَّويل، مجهول القائل، وهو في الدرر (١/ ١٧)، وشرح الأشموني (١/ ٤٢)، والهمع (١/ ٢٤). (٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٦) أخرجه البُخاريّ في كتاب الصوم برقم (١٨٤٤)، وأيضًا في مسند الإمام أحمد (٥/ ٤٣٤). (٧) في (أ): وهي المعاناة.