قوله:"يجدع" أي: يقطع أنفه، قوله:"مولاه" المولى يستعمل لمعان كثيرة، وقد ذكرناها في غير موضع في كتابنا هذا، والظاهر أن المراد به هنا الجار أو الصاحب، قوله:"ثاب" بالثاء المثلثة، أي: رجع من بعد ذهابه، و"الوفر" بفتح الواو وسكون الفاء وفي آخره راء، وهو المال الكثير، ويروى: دثر وهو بالمعنى الأول، وهذا في ذم شخص حاسد يحسد جاره أو صاحبه إذا رجع من سفره بمال كثير فيصير من شدة حسده كأن الله يجدع أنفه ويقلع عينيه.
الإعراب:
قوله:"تراه": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت، والمفعول وهو الهاء التي ترجع إلى الشخص الذي يذمه الشاعر، ولفظة:"الله": اسم كان، قوله:"بجدع أنفه": جملة في محل الرفع على الخبرية، "وعينيه" عطف على أنفه الذي هو المفعول.
قوله:"إن مولاه" أصله: إن ثاب مولاه، حذف الفعل لدلالة الفعل الثاني عليه، قوله:"وفر":
(١) ابن الناظم (٢١٤). (٢) الأبيات من بحر الطويل، نسبت لخالد بن الطيفان في أكثر مراجعها، وهي في وصف رجل يخزن إذا اغتنى صاحبه، وانظر الإنصاف (٥١٥)، والخصائص (٢/ ٤٣٢)، واللسان: "جدع"، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٠)، والأشباه والنظائر (٢/ ١٠٨)، والدرر (٦/ ٨١)، والحيوان (٦/ ٣٩، ٤٠)، تحقيق هارون، طبعة ثالثة (١٩٦٩ م). (٣) الطيفان: بفتح الطاء ثم ياء ساكنة وفاء، وهي أم الشاعر، اسمه خالد بن علقمة الدارمي شاعر فارس، المؤتلف (١٩٢)، دار الجيل. (٤) انظر الحيوان (٦/ ٣٩، ٤٠)، والمؤتلف (١٩٢). (٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).