قوله:"صرت": من الصرير وهو التصويت، يقال: صر القلم والباب يصر صريرًا، وأراد بالبكرة بكرة البئر، وهي ما يستقى عليها، أي: صوتت بكرة البئر يومًا من أوله إلى آخره؛ يعني: لا ينقطع استقاء الماء من البئر بالبكرة.
الإعراب:
قوله:"قد" للتحقيق، و "صرت": فعل ماض، و "البكرة": فاعله، و "يومًا": نصب على الظرف، و"أجمعًا": تأكيده.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"أجمعًا" فإنه أكد به النكرة المحدودة وهي قوله: "يومًا"، واستدل به الكوفيون على جواز توكيد النكرة المحدودة [وهي قوله:"يومًا"] (٢)، والبصريون يمنعون ذلك، وأجابوا عن البيت بما ذكرناه الآن، وقطع الزمخشري في كتابه بعدم جواز تأكيد النكرة بكل وأجمع (٣).
قوله:"شاقه": من شاقني الشيء يشوقني فهو شائق، وأنا مشوق [والشوق](٦) نزاع النفس إلى الشيء.
(١) ينظر الخزانة (١/ ١٨٢)، ونقده البغدادي بأن بيت الشاهد مستقل، وإذا جعل هذا صدرًا فلا بد من تقدير رابط، أي: صرت البكرة فيه، وتكون الجملة الشرطية خبر ان. (٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٣) ينظر التعليق على الشاهد رقم (٨٣٢)، ومنع الزمخشري توكيد النكرة حيث يقول: (ولا يقع كل وأجمعون تأكيدين للنكرات لا تقول: رأيت قومًا كلهم ولا أجمعين". المفصل (١١٣) ط. دار الجيل، وهو في هذا تابع للبصريين. ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٩٦)، وشرح التصريح (٢/ ١٢٤)، والإنصاف (٤٥٥)، وابن يعيش (٣/ ٤٤). (٤) ابن الناظم (١٩٨)، وأوضح المسالك (٣/ ٣٣٢). (٥) البيت من بحر البسيط، وهو لعبد اللَّه بن مسلم في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٩١٠)، وهو يتمنى أن تكون أيام العام كله شهور رجب لما فيه من الخير في الدين والدنيا، وانظر الشاهد في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٩١٠)، وأسرار العربية (١٩٠)، والإنصاف (٤٥٠)، وتذكرة النحاة (٦٤٠)، وشرح التصريح (٢/ ١٢٥). (٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).