اتق المراء أو جانب المراء (١)، كأنه نهاه أولًا ثم أضمر قولًا كأنه قال: اتق اتق المراء يا فتى.
[والفاء في:"فإنه" للتعليل، والضمير المتصل به اسم إن، وخبره قوله:"دعاء"] (٢)، وقوله:"إلى الشر": يتعلق بدعاء، قوله:"جالب": خبر بعد خبر، وقوله:"للشر": يتعلق به.
فإن قيل: كيف ذكر أحد الخبرين للمبالغة دون الآخر؟
قلت: دعاء بمعنى داع، وإنما ذكره على صيغة المبالغة لأجل الوزن، أو يكون هذا على أصله، ويكون "جالب" بمعنى: جلاب، ولكنه تركه للضرورة -أيضًا-.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"فإياك إياك" حيث كرَّره مرتين للتأكيد، وقال أبو عثمان المازني: لما كرر "إياك" مرتين فكأن أحدهما عوض من الواو.
قوله:"لا أبوح": من باح بسره إذا أظهره وأفشاه، و "بثنة" بفتح الباء الموحدة وسكون الثاء المثلثة وفتح النون وفي آخرها هاء؛ اسم محبوبته، والبثنة في اللغة: الأرض اللينة السهلة، قوله:"مواثقًا": جمع موثق بمعنى: الميثاق وهو العهد.
الإعراب:
قوله:"لا لا أبوح" كرر للتأكيد، و "أبوح": جملة من الفعل والفاعل، والباء في:"بحب بثنة" يتعلق به، وبثنة في محل جر بالإضافة، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث.
قوله:"إنها" الضمير اسم إن، والجملة أعني قوله:"أخذت عليّ": خبرها، قوله:"مواثقًا": مفعول أخذت، و "عهودًا": عطف عليه.
(١) ينظر: الكتاب لسيبويه (١/ ٢٧٩). (٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٣) أوضح المسالك (٣/ ٣٣٨)، والبيت موضعه بياض في (أ). (٤) البيت من بحر الكامل، وهو في الغزل، لجميل بثينة في ديوانه (٥٨)، شرح: اميل بديع يعقوب، ط. دار الكتاب العربي، وانظره في شرح التصريح (٢/ ١٢٩)، وشرح الأشموني (٣/ ٨٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٢٥)، والخزانة (٥/ ١٥٩)، والدرر (٦/ ٤٧).